أأبا تراب ...
غالى يسارٌ واستخفَّ يمينُ ..... بك يا لكهنك لا يكاد يبين
تُجفى وتُعبد والضغائن تغتلي .... والدهر يقسو تارةً ويلين
وتظلّ أنت كما عهدتُك نغمة ...... للآن لم يرقى لها تلحين
فرأيت أن أرويك محض رواية ...... للناس لا صور ولا تلوين
فلا أنت أروع إذ تكون مجرداً ....... ولقد يضر برائع تثمين
ولقد يضيق الشكل عن مضمونه .. ويضيع داخل شكله المضمون
إني أتيتك أجتليك وأبتغي ...... ورداً فعندك للعطاش معين
وأغض عن طرفي أمام شوامخ ...وقع الزمان وأسهن متين
وأراك أكبر من حديث خلافة .... يستامها مروان أو هارون
لك بالنفوس إمامةٌ فيهون لو ....عصفت بك الشورى أو التعيين
فدع المعاول تزبئر قساوةً ...... وضراوةً إن البناء متين
أأبا تراب وللتراب تفاخر ..... إن كان من أمشاجه لك طين
والناس من هذا التراب وكلهم .. في أصله حمأ به مسنون
لكن من هذا التراب حوافر .... ومن التراب حواجب وعيون
فإذا استطال بك التراب فعاذرٌ ... فلأنت من هذا التراب جبين
ولئن رجعت إلى التراب فلم تمت .. فالجذر ليس يموت وهو دفين
لكنه ينمو ويفترع الثرى .... وترف منه براعمٌ وغصون
الشيخ احمد الوائلي رحمه الله