قصيدة علوية للشيخ صالح التميمي الحلي
رحمه الله
غايةُ المدحِ في عُلاكَ ابتداءُ = ليت شعري ما تصنع الشعراء؟
يا أخا المصطفى وخير إبن عمّ = وأميرٌ إنْ عُدّت الأمراء
ما ترى ما استطال إلا تناهى = ومعاليك ما لهنّ انتهاء
فلكٌ دائرٌ إذا غاب جزءٌ = من نواحيه أشرقت أجزاء
أو كبدرٍ ما يعتريه خفاءٌ =من غمام إلا عراه إنجلاء
يحذر البحرُ صولةَ الجزرِ لكنْ = غارةُ المدّ غارةٌ شعواء
ربما عالجٌ من الرمل يُحصى = لم يضق في رماله الأحصاء
وتضيق الأرقامُ عن خارقاتٍ = لك يامن ردت إليه ذُكاء
يا صراطاً الى الهدى مستقيماً= وبه جاء للصدور شفاء
بني الدين فاستقام ولو لا = ضربُ ماضيكَ ما استقام البناء
أنت للحقّ سلمٌ ما لراقي = يتأتّى بغيره الارتقاء
أنت هارونُ والكليمُ محلاً=من نبيّ سمت به الأنبياء
أنت ثاني ذوي الكسا ولعمري = أشرف الخلق من حواء الكساء
ولقد كنت والسماء دخانٌ= ما بها فرقد ولا جوزاء
في دجا بحر قدرةٍ بين بُردي = صدف فيه للوجود ضياء
لا الخلا يوم ذاك فيه خلاءٌ = فيسمى ولا الملاء ملاء
قال زوراً من قال ذلك زورٌ = وافترى من يقول ذاك افتراء
آيةٌ في القديم صنعُ قديمٍ = قاهرٌ قادرٌ على من يشاء
نبأ والعظيم قال عظيمٌ = ويلُ قومٍ لم تغنها الأنباء
لم تكن في العموم من عالم الذر = وينهى عن العموم النهاء
معدن الناس كلها الأرض لكن = أنت من جوهرٍ وهم حصباء
شبهُ الشّكلِ ليس يقضي التساوي = انما في الحقايق الاستواء
لا تفيد الثرى حروف الثريا = رفعةً أو يعمّها استعلاء
شمل الروحَ من نسيمك رَوْحٌ = حين من ربه أتاه النداء
قائلاً من أنا فروّى قليلاً = وهو لولاك فاته الاهتداء
لك إسمٌ رآه خيرُ البرايا = مذ تدلّى وضمّه الاسراء
خط مع اسمه على العرش قِدْماً = في زمانٍ لم تُعرض الأسماء
ثم لاح الصباح من غير شك = وبدا سرّها وبان الخفاء
ويرى الله آدماً من ترابٍ = ثمّ كانت من آدم حوّاء